الخميس، 19 يوليو 2012

صراع مع الصداع

                                                                                   
هاهو ذلك الضجيج مره أخرى وانه الضجيج البارد و القاطع و الرأسى الذى يعرفه كثيرا ,غير أنه جاء هذه المره أكثر حده و ألما و كانه-بعد أنقطاع عده أيام-بدا و هو غير معتاد عليه.
كان الضجيج يطوف فى أرجاء الجمجمه بصوت واخذ و مكتوم . كأنه خليه نحل وضعت بين جدران رأسه يزداد الضجيج و يعلو فى أشكال حلزونيه متتابعه , و يضربه بعنف لدرجه تهتز معها فقرات عمود الظهر اهتزازا غير منتظم و غير متسق مع الايقاع الطبيعى لجسده.لقد أختل ضئ ما فى هيكله كانسان ثابت البنيان .. وهذا الشئ كان يؤدى عمله بانظام الا انه يدق الرأس من الداخل بعنف ضربات قويه و مكتومه من خلال عظام يد هيكل عظمى ,وكأنه يفكره بكافه منغصات الحياه ..
واتته الرغبه الغريزيه فى أطباق قبضتى يديه والضغط على الصدغين اللذين تبرز منهما الشرايين الزرقاء والمحمره بدرجه تتوافق مع ضغط الامل الذى لا يتوقف ..كم كان بوده أن يمسك بكفى يديه ذلك الضجيج الذى كان يحفز اللحظه مستخدما ابره ماسيه و صدرت عنه حركه كأنه قط اليف انكمشت عضلاته عندما تصوره , وكأن أركان دماغه الساخنه و المفزوعه تطارده .. كان سيمسك به ..لا كان جلد الضجيج ناعما لا يكاد يحس , الا انه على استعداد للسيطره عليه مستخدما استراتجيته التى تعلمها جيدا و الضغط عليه طويلا و بشكل حاسم كأنه انسان فقد الامل , و لن يسمح للضجيج أن يدخل مره أخرى عبر أذنيه و أن يخرج من فمه و من كل مسامه أو من عينيه اللتان تهتزان بشده عند خروجه, أو تفتقدان الرؤيه و هما تحدقان فى هروب الضجيج من أعماق ظلمته الكئيبه .
لن يسمح له بالاستمرار فى الضغط بعنف على زجاج العين المطحون , و على البريق الصادر عنها و على الجدار الداخلى للجمجمه .. هكذا كان هذا الضجيج ..لا يتوقف و كأنه طفل يضرب رأسه بحائط أسمنتى , مثله فى ذلك مثل الضربات الموجعه التى توجه ضد المكونات الثابته فى الطبيعه , لكنه لن يخيفه مره أخرى أذا ما استطاع حصاره و عزله ..ثم تقليص تأثيره و الضغط عليه هذه المره بشكل حاسم .. وبد ذلك يقوم بكل ما أوتى من قوه بالابقاء به على الارض , وأن يطأ برجليه بعنف حتى لا يستطيع الحراك  , ثم يقول و هو يلهث انه استطاع قتل الضجيج الذى كان يؤرقه و يصيبه بالجنون ...